قصة حقيقية حدثت في الجزائر احكيها على لسان صاحبها
...كنا نعيش في جبال جيجل الوعرة في إحدى القرى النائية الواقعة وسط الجبال وتحت الظروف القاسية التي خلفتها سنوات طوال من الإستعمار الفرنسي ، كانت ظروفنا المعيشية قاسية للغاية ، لقد كنت طفلا انداك لم أبلغ الحلم بعد ، كان أبي فلاحا فقيرا يحرث الأرض فنقتات مما تنتجه ، ذات يوم كنت عائدا إلى بيتنا الصغير ذلك الكوخ الحجري الذي سقف بالديس( نبات محلي خشن الملمس ينمو في الأماكن الوعرة) فمررت على أبي في الحقل وهو يقوم بحش بعض الحشائش لقد كان والدي بائسا يائسا نظرت إليه نظرة إشفاق ، وعلى بعد أمتار من بيتنا داعبت أنفي رائحة الشواء فأصابني الفرح فأنا لم اتناول لحما منذ سنة او أكثر كنت أقترب من البيت وياليتني لم ادخل البيت وأرى ذلك المشهد الذي مزق فؤادي وزاد من الأسى في قلبي ، لقد رأيت أمي التي هي مرحلة النفاس تضع الصوف على النار وتشتم رائحتها فهي تتوق إلى الشواء لكن ليس بليد حيلة لقد بكيت من ذلك المنظر وخرجت أجري بين الحقول لست أدري أي مكان أقصده ، ثم خطرت في بالي فكرة وهي أن أجمع الحطب من الغابة وأبيعه غدا في السوق لعلي فجمعت كومت من الحطب وذهبت إلى السوق في اليوم الموالي وذلك مم حسن حظي أن السوق كان ذلك اليوم فبعت الحطب بدينار واحد لأحد بائعي الشواء في السوق وكان العطش قد نال مني فوجدت طفلا في نفس عمري يسقي الماء بدينار فنظرت إلى حالي وعلمت أن تجارتي قد خسرت فقلت له هلا سقيتني بنصف دينار فليس معي مال وانا من مكان بعيد وقصصت له القصة كاملة فسقاني مجانا ثم قال لي تعال معي فأعطاني الفتى إناء من الطين وذلني على منبع يحضر منه الماء وقال لي إسفي الماء في السوق وحصل على أرباحك وبعد ذلك أعد لي الإناء فبدأت اسقي الماء بدينار وجائني الدينار تلو الآخر وأنا على ذلك الحال حتى مررت بجماعة في السوق يستهمون في بقرة وكان ثمن السهم الوحد 10 دنانير وانا قد جمعت سبع دنانير فقلت لأحد الرجال الكبار هل يمكنني أن اساهم بنصف سهم فقال لي الرجل لك ذلك يابني ثم سألني من ابن من أنا ومن أي منطقة فقلت له أنا من الدوار الفلاني إبن فلان فتصادف أنه يعرف أبي ويعرف حالتنا المزرية فأعانني في نصف السهم الآخر وحصلت بذلك على سهم كامل من اللحم الطازج ومع حلول المساء شكرت الطفل صاحب الإناء وعدة إلى الدار أحمل معي لحما وبعض الدنانير وكنت سعيدا بذلك