تقول إحداهُن:
كان قد أعترف لي بحبه وكنت أريد التأكد من ذلك فسألته ذات يوم:
-هل تُحب الفتيات ذات الشعر الطويل؟
فأجاب:
- نعم، إنه أول ما يلفت شيئًا ما داخلي نحو فتاة.
تركته وذهبت إلى مركز التجميل طلبت من العاملة أن تقصه حتى أول عنقي وحين عاودت لمنزلي ألتقطت صُورة بمظهري الجديد وأرفقتها دون تعليق فكتب هو في الحال:
-لم أكن أعرف أن الشعر القصير أكثر إثارة!
احتقنت الدماء في وجهي، ولكن لم أيأس بعد، تركت له رسالة نصية محتواها:
-هل ما زلت على رأيك أن المرأة كالوردة يجب أن تبقى داخل بستانها "بيتها" حتى لا يذهب عطرها . .
رد:
-نعم، وكم أقدِّر تلك المرأة التي تعني أنها أُنثى وأن العمل والتعب لم يخلق ليدها الناعمة.
-حسنًا . .
تركته وانصرفت، كان أحدهم قد بعث لي فرصة عمل جيدة في إحدى البنوك فقبلت ونشرت خبر إلتحاقي بوظيفة جديدة، فعلق:
-أرى أيضًا أن العمل يعزز من المرأة، يقوي شخصيتها وثقتها بنفسها، ثم إنها تستقل ماديًا فلا يوجد ما يجعلها مُضطرة للقبول بوضعٍ ما ..
"إنه مُصر إذن"
جلست لأفكر في حيلة جديدة لأثبت له فقط أنه لم يحبني بعد فوجدت رسالة منه أعلم محتواها جيدًا:
-ماذا فكرتي هذه المرة لجعلي أبتعد؟
- أظن أنكَ ذكي . .
-حين ألاحظك فقط.
-ولما لم تبتعد إذن؟
-لأني أُحبكِ، قلتها مرارًا!
-وماذا تعني أُحبكِ؟
-تعني أني أريدك أنتِ لا شعرك أو وظيفتك أو ذوقك في الملابس أو ثقافتك أو أي شيء، أنا فقط أريدك أنتِ شخصكِ، روحكِ، ذاتكِ، لا ما تملكين . .
أبتسمت وهدأت وسكن داخلي شيئًا ما وعندما تركته وأغمضت عيني ليلًا ثرثر عقلي ثانية:
-إنه لم يحبك بعد؟
فقررت أن أصنع له فخًا جديدًا الغد لأثبت له ذلك.
وها أنا أحاول معه دائمًا، وها هو لا يمل من طمأنة مخاوفي دائمًا دائمًا.